کد مطلب:90702 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:159
و قد اختلفوا بعد، و تعادوا، وضعفت النیة، و قلّ العدد، و أنت تأخذهم بالعدل، و تعمل فیهم بالحق، و تنصف الوضیع من الشریف، فلیس للشریف عندك فضل منزلة علی الوضیع. فضجّت طائفة ممن معك إذ عمّوا به، و اغتمّوا من العدل إذ صاروا فیه. و صارت صنائع معاویة عند أهل الغناء و الشرف، فتاقت أنفس الناس إلی الدنیا، و قلّ من الناس من لیس للدنیا بصاحب، و أكثرهم من یجتوی الحق و یستمرئ الباطل و یؤثر الدنیا. فإن تبذل المال یا أمیر المؤمنین تمِل إلیك أعناق الرجال، و تصفُ ودّهم، و تستخلص نصیحتهم و... فقال علیه السلام مخاطباً الأشتر: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ عَمَلِنَا وَ سیرَتِنَا بِالْعَدْلِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَسَاءَ فَعَلَیْهَا وَ مَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبیدِ[1]. [صفحه 680] وَ أَنَا مِنْ أَنْ أَكُونَ مُقَصِّراً فیمَا ذَكَرْتَ أَخْوَفُ. وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَنَّ الْحَقَّ ثَقُلَ عَلَیْهِمْ فَفَارَقُونَا لِذَلِكَ، فَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُمْ لَمْ یُفَارِقُونَا مِنْ جَوْرٍ، وَ لاَ لَجَؤُوا إِذْ فَارَقُونَا إِلی عَدْلٍ، وَ لَمْ یَلْتَمِسُوا إِلاَّ دُنْیَا زَائِلَةً عَنْهُمْ كَأَنْ قَدْ فَارَقُوهَا، وَ لَیُسْأَلُنَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ: أَلدُّنْیَا أَرَادُوا، أَمْ للَّهِ عَمِلُوا؟. وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ بَذْلِ الأَمْوَالِ، وَ اصْطِنَاعِ الرِّجَالِ، فَإِنَّهُ لاَ یَسَعُنَا أَنْ نُؤْتِیَ امْرَأً مِنَ الْفَیْ ءِ أَكْثَرَ مِنْ حَقِّهِ. وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلیلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثیرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرینَ[2]. وَ قَدْ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَحْدَهُ، فَكَثَّرَهُ بَعْدَ الْقِلَّةِ، وَ أَعَزَّ فِئَتَهُ بَعْدَ الذِّلَّةِ، وَ إِنْ یُوِدِ اللَّهُ أَنْ یُوَلِّیَنَا هذَا الأمْرَ یُذَلِّلْ لَنَا صَعْبَهُ، وَ یُسَهِّلْ لَنَا حَزَنَهُ. وَ أَنَا قَابِلٌ مِنْ رَأْیِكَ مَا كَانَ للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رِضیً، وَ أَنْتَ مِنْ آمَنِ أَصْحَابی عِنْدی، وَ أَنْصَحِهِمْ لی، وَ أَوْثَقِهِمْ فی نَفْسی إِنْ شَاءَ اللَّهُ. ثم خاطب علیه السلام الآخرین فقال: وَیْحَكُمْ[3] أَتَأْمُرُونّی أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ فیمَنْ وُلّیتُ عَلَیْهِ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ؟[4]. وَ اللَّهِ، لاَ أَطُورُ بِهِ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ، وَ[5] مَا سَمَرَ بِنَا[6] سَمیرٌ، وَ مَا أَمَّ نَجْمٌ فِی السَّمَاءِ نَجْماً. وَ اللَّهِ[7] لَوْ كَانَ الْمَالُ لی لَسَوَّیْتُ بَیْنَهُمْ[8]، فَكَیْفَ وَ إِنّمَا الْمَالُ مَالُ اللَّهِ؟. [صفحه 681] ثم قال علیه السلام: وَ اللَّهِ مَا دُنْیَاكُمْ عِنْدی إِلاَّ كَسَفْرٍ عَلی مَنْهَلٍ حَلُّوا إِذْ صَاحَ بِهِمْ سَائِقُهُمْ فَارْتَحَلُوا، وَ لاَ لَذَاذَتُهَا فی عَیْنی إِلاَّ كَحَمیمٍ أَشْرَبُهُ غَسَّاقاً، أَوْ عَلْقَمٍ أَتَجَرَّعُهُ زُعَاقاً، أَوْ سُمِّ أَفْعَاةٍ أُسْقَاهُ دِهَاقاً، أَوْ قِلاَدَةٍ مِنْ نَارٍ أُوهَقُهَا خِنَاقاً[9]. وَ اللَّهِ لَقَدْ رَقَعْتُ مِدْرَعَتی هذِهِ حَتَّی اسْتَحْیَیْتُ مِنْ رَاقِعِهَا. وَ لَقَدْ قَالَ لی قَائِلٌ: أَلاَ تَنْبِذُهَا عَنْكَ[10]، لاَ یَرْتَضیهَا لِیَرْقَعَهَا[11]. فَقُلْتُ: اغْرُبْ عَنّی، فَعِنْدَ الصَّبَاحِ یَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّری، وَ یَنْجَلی عَنَّا عَلاَلاَتُ الْكِری. وَ اللَّهِ، لَوْ شِئْتُ، لَتَسَرْبَلْتُ بِالْعَبْقَرِیِّ الْمَنْقُوشِ مِنْ دیبَاجِكُمْ، وَ لأَكَلْتُ لُبَابَ هذَا الْبُرِّ بِصُدُورِ دَجَاجِكُمْ، وَ شَرِبْتُ الْمَاءَ الزُّلاَلَ بِرَقیقِ زُجَاجِكُمْ، وَ لكِنّی أُصَدِّقُ اللَّهَ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ حَیْثُ یَقُولُ: مَنْ كَانَ یُریدُ الْحَیَاةَ الدُّنْیَا وَ زینَتَهَا نُوَفِّ إِلَیْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فیهَا وَ هُمْ فیهَا لاَ یُبْخَسُونَ أُولئِكَ الَّذینَ لَیْسَ لَهُمْ فِی الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ[12]. فَكَیْفَ أَسْتَطیعُ الصَّبْرَ عَلی نَارٍ لَوْ قُذِفَ بِشَرَارَةٍ مِنْ شَرَرِهَا إِلَی الأَرْضِ لأَحْرَقَتْ نَبْتَهَا، وَ لَوِ اعْتَصَمَتْ نَفْسٌ بِقُلَّةٍ لأَنْضَجَهَا وَهْجُ النَّارِ فی قُلَّتِهَا. وَ أَیُّمَا خَیْرٌ لِعَلِیٍّ، أَنْ یَكُونَ عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مُقَرَّباً، أَوْ یَكُونَ فی لَظی خَسیئاً مُبَّعَداً، مَسْخُوطاً عَلَیْهِ بِجُرْمِهِ مُكَذِّباً؟[13]. وَ اللَّهِ لأَنْ أَبیتَ عَلی حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً، أَوْ أُجَرَّ فِی الأَغْلاَلِ مُصَفَّداً، أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَلْقَی اللَّهَ تَعَالی[14] وَ رَسُولَهُ مُحَمَّداً[15] صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ، وَ غَاصِباً لِشَیْ ءٍ مِنَ الْحُطَامِ. [صفحه 682] وَ كَیْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ یُسْرِعُ إِلَی الْبِلی قُفُولُهَا، وَ یَطُولُ فِی الثَّری حُلُولُهَا، وَ إِنْ عَاشَتْ رُوَیْداً فِبِذِی الْعَرْشِ نُزُولُهَا؟. مَعَاشِرَ شیعَتِی، احْذَرُوا فَقَدْ عَضَّتْكُمُ الدُّنْیَا بِأَنْیَابِهَا، تَخْتَطِفُ مِنْكُمْ نَفْساً بَعْدَ نَفْسٍ كَذِئَابِهَا، وَ هذِهِ مَطَایَا الرَّحیلِ قَدْ أُنیخَتْ لِرُكَّابِهَا. أَلاَ إِنَّ الْحَدیثَ ذُو شُجُونٍ. فَلاَ یَقُولَنَّ قَائِلُكُمْ: إِنَّ كَلاَمَ عَلِیٍّ مُتَنَاقِضٌ. لأَنَّ الْكَلاَمَ عَارِضٌ. وَ لَقَدْ بَلَغَنی أَنَّ رَجُلاً مِنْ قُطَّانِ الْمَدَائِنِ تَبِعَ بَعْدَ الْحَنیفِیَّةِ عُلُوجَهُ، وَ لَبِسَ مِنْ نَالَةِ دِهْقَانِهِ مَنْسُوجَهُ، وَ تَضَمَّخَ بِمِسْكِ هذِهِ النَّوَافِجِ صَبَاحَهُ، وَ تَبَخَّرَ بِعُودِ الْهِنْدِ رَوَاحَهُ، وَ حَوْلَهُ رَیْحَانُ حَدیقَةٍ یَشُمُّ تُفَّاحَهُ، وَ قَدْ مُدَّ لَهُ مَفْرُوشَاتُ الرُّومِ عَلی سُرُرِهِ. تَعْساً لَهُ بَعْدَ مَا نَاهَزَ السَّبْعینَ مِنْ عُمُرِهِ. وَ حَوْلَهُ شَیْخٌ یَدُبُّ عَلی أَرْضِهِ مِنْ هَرَمِهِ، وَ ذَا یُتْمَةٍ تَضَوَّرَ مِنْ ضُرِّهِ وَ مِنْ قَرْمِهِ، فَمَا وَاسَاهُمْ بِفَاضِلاَتٍ مِنْ عَلْقَمِهِ. لَئِنْ أَمْكَنَنِی اللَّهُ مِنْهُ لأَخْضِمَنَّهُ خَضْمَ الْبُرِّ، وَ لأُقیمَنَّ عَلَیْهِ حَدَّ الْمُرْتَدِّ، وَ لأَضْرِبَنَّهُ الثَّمَانینَ بَعْدَ حَدٍّ، وَ لأَسُدَّنَّ مِنْ جَهْلِهِ كُلَّ مَسَدٍّ. تَعْساً لَهُ. أَفَلاَ شَعَّرَ. أَفَلاَ صَوَّفَ. أَفَلاَ وَبَّرَ؟. أَفَلاَ رَغیفٌ قِفَارٌ لِلَیْلِ إِفْطَارٍ مُقَدَّمٍ؟. أَفَلاَ عَبْرَةٌ عَلی خَدٍّ فی ظُلْمَةِ لَیْلٍ تَنْحَدِرُ؟. وَ لَوْ كَانَ مُؤْمِناً لاتَّسَعَتْ لَهُ الْحُجَّةُ إِذَا ضَیَّعَ مَا لاَ یَمْلِكُ[16]. وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُ أَخی[17] عَقیلاً وَ قَدْ أَمْلَقَ حَتَّی اسْتَمَاحَنی مِنْ بُرِّكُمْ صَاعاً، وَ عَاوَدَنی فی عَشْرِ وُسَقٍ مِنْ شَعیرِكُمْ یُطْعِمُهُ جِیَاعَهُ، وَ كَادَ یَطْوی ثَالِثَ أَیَّامِهِ خَامِصاً مَا اسْتَطَاعَهُ[18]. [صفحه 683] وَ رَأَیْتُ صِبْیَانَهُ[19] غَرْثی، شُعْثَ الشُّعُورِ مِنْ ضُرِّهِمْ[20]، غُبْرَ الأَلْوَانِ مِنْ فَقْرِهِمْ، كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمُ بِالْعِظْلِمِ. وَ عَاوَدَنی مُؤَكِّداً، وَ كَرَّرَ عَلَیَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً، فَأَصْغَیْتُ إِلَیْهِ سَمْعی، فَغَرَّهُ، وَ[21] ظَنَّ أَنّی أَبیعُهُ دینی، وَ أَتَّبِعُ قِیَادَهُ مُفَارِقاً طَریقَتی[22]. فَأَحْمَیْتُ لَهُ حَدیدَةً، ثُمَّ أَدْنَیْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ لِیَعْتَبِرَ بِهَا، فَضَجَّ ضَجیجَ ذی دَنَفٍ مِنْ أَلَمِهَا، وَ كَادَ أَنْ یَحْتَرِقَ مِنْ مَیْسَمِهَا. فَقُلْتُ لَهُ: ثَكَلَتْكَ الثَّوَاكِلُ، یَا عَقیلُ، أَتَئِنُّ مِنْ حَدیدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ[23]، وَ تَجُرُّنی إِلی نَارٍ سَجَّرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ[24] ؟. أَ تَئِنُّ مِنَ الأَذی وَ لاَ أَئِنُّ مِنْ لَظی؟. وَ اللَّهِ لَوْ سَقَطَتِ الْمُكَافَاةُ عَنِ الأُمَمِ، وَ تُرِكَتْ فی مَضَاجِعِهَا بَالِیَاتٌ فِی الرَّمَمِ، لاسْتَحْیَیْتُ مِنْ مَقْتِ رَقیبٍ یَكْشِفُ فَاضِحَاتٍ مِنَ الأَوْزَارِ تُنْسَخُ. فَصَبْراً عَلی دُنْیَا تَمُرُّ بِلأْوَائِهَا كَلَیْلَةٍ بِأَحْلاَمِهَا تَنْسَلِخُ. كَمْ بَیْنَ نَفْسٍ فی خِیَامِهَا نَاعِمَةٌ وَ بَیْنَ أَثیمٍ فی جَحیمٍ یَصْطَرِخُ. فَلاَ تَعْجَبْ مِنْ هذَا[25]. وَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ طَارِقٌ طَرَقَنَا بِمَلْفُوفَةٍ زَمَّلَهَا[26] فی وِعَائِهَا، وَ مَعْجُونَةٍ شَنِئْتُهَا بَسَطَهَا فی [صفحه 684] إِنَائِهَا[27]، كَأَنَّمَا عُجِنَتْ بِریقِ حَیَّةٍ أَوْ قَیْئِهَا. فَقُلْتُ: أَصِلَةٌ، أَمْ زَكَاةٌ، أَمْ صَدَقَةٌ، فَذَلِكَ مُحَرَّمٌ كُلُّهُ عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ[28]، وَ عُوِّضْنَا مِنْهُ خُمْسَ ذِی الْقُرْبی فِی الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ[29]. فَقَالَ: لاَ ذَا وَ لاَ ذَاكَ، وَ لكِنَّهَا هَدِیَّةٌ. فَقُلْتُ: هَبِلَتْكَ الْهَبُولُ، أَعَنْ دینِ اللَّهِ أَتَیْتَنی لِتَخْدَعَنی بِمَعْجُونَةٍ عَرَّقْتُمُوهَا بِقَنْدِكُمْ، وَ خَبیصَةٍ صَفْرَاءَ أَتَیْتَنی بِهَا بِعَصیرِ تَمْرِكُمْ؟[30]. أَمُخْتَبِطٌ أَنْتَ، أَمْ ذُو جِنَّةٍ، أَمْ تَهْجُرُ؟. أَلَیْسَتِ النُّفُوسُ عَنْ مِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مَسْؤُولَةٌ؟. فَمَاذَا أَقُولُ فی مَعْجُونَةٍ أَتَزَقَّمُهَا مَعْمُولَةً؟[31]. وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطیتُ الأَقَالیمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلاَكِهَا، وَ اسْتُرِقَّ لی قُطَّانُهَا، مُذْعِنَةً بِأَمْلاَكِهَا[32]، عَلی أَنْ أَعْصِیَ اللَّهَ فی نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جِلْبَ[33] شَعیرَةٍ فَأَلُوكُهَا[34]، مَا فَعَلْتُ وَ لاَ أَرَدْتُ[35]. وَ اللَّهِ إِنَّ دُنْیَاكُمْ[36] هذِهِ عِنْدی[37] لأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فی فَمِ[38] جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا، وَ أَقْذَرُ عِنْدی[39] مِنْ عِرَاقِ خِنْزیرٍ یَقْذِفُ بِهَا أَجْذَمُهَا[40]، وَ أَمَرُّ عَلی فُؤَادی مِنْ حَنْظَلَةٍ یَلُوكُهَا ذُو سَقَمٍ [صفحه 685] فَیَبْشِمُهَا، فَكَیْفَ أَقْبَلُ مَلْفُوفَةً عَكَمْتَهَا فی طَیِّهَا، وَ مَعْجُونَةٍ كَأَنَّهَا عُجِنَتْ بِریقِ حَیَّةٍ أَوْ قَیْئِهَا؟. اَللَّهُمَّ إِنّی نَفَرْتُ عَنْهَا نَفَارَ الْمُهْرَةِ مِنْ كَیِّهَا[41]. مَا لِعَلِیٍّ وَ نَعیمٍ[42] یَفْنی، وَ لَذَّةٍ لاَ تَبْقی. فَدَعُونی أَكْتَفی مِنْ دُنْیَاكُمْ بِمِلْحی وَ أَقْرَاصی، فَبِتَقْوَی اللَّهِ أَرْجُو خَلاَصی. سَأَلْقی وَ شیعَتی رَبَّنَا بِعُیُونٍ سَاهِرَةٍ، وَ بُطُونٍ خِمَاصٍ، لِیُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذینَ آمَنُوا وَ یَمْحَقَ الْكَافِرینَ[43]. نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُبَاتِ الْعَقْلِ، وَ قُبْحِ الزَّلَلِ، وَ سَیِّئَاتِ الْعَمَلِ، وَ بِهِ نَسْتَعینُ. وَ صَلَّی اللَّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرینَ[44]. ثم أرمَّ علیه السلام طویلاً ساكتاً. ثم رفع رأسه و قال: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَرَضَ فی أَمْوَالِ الأَغْنِیَاءِ أَقْوَاتَ الْفُقَرَاءِ، فَمَا جَاعَ فَقیرٌ إِلاَّ بِمَا مُتِّعَ بِهِ[45] غَنِیُّ. وَ اللَّهُ تَعَالی جَدُّهُ یُسَائِلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ. أَلاَ وَ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَهُ مَالٌ فَإِیَّاهُ وَ الْفَسَادَ[46]، فَإِنَّ إِعْطَاءَ الْمَالِ فی غَیْرِ حَقِّهِ[47] تَبْذیرٌ وَ إِسْرَافٌ وَ فَسَادٌ[48]. [صفحه 686] وَ هُوَ وَ إِنْ كَانَ[49] یَرْفَعُ صَاحِبَهُ[50] فِی الدُّنْیَا فَهُ[51] وَ یَضَعُهُ فِی الآخِرَةِ، وَ یُكْرِمُهُ فِی النَّاسِ وَ یُهینُهُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[52]. وَ لَمْ یَضَعِ امْرُؤٌ مَالَهُ فی غَیْرِ حَقِّهِ، وَ لاَ عِنْدَ غَیْرِ أَهْلِهِ، إِلاَّ حَرَمَهُ اللَّهُ تَعَالی[53] شُكْرَهُمْ، وَ كَانَ لِغَیْرِهِ وُدُّهُمْ. فَإِنْ بَقِیَ مَعَهُ مَنْ یُریدُ الْوُدَّ، وَ یُظْهِرُ لَهُ الشُّكْرَ، فَإِنَّمَا هُوَ مَلَقٌ وَ كَذِبٌ یُریدُ التَّقَرُّبَ بِهِ إِلَیْهِ[54]. وَ لَیْسَ لِوَاضِعِ الْمَعْرُوفِ فی غَیْرِ حَقِّهِ، وَ عِنْدَ غَیْرِ أَهْلِهِ، مِنَ الْحَظِّ فیمَا أَتی، إِلاَّ مَحْمَدَةُ اللِّئَامِ، وَ ثَنَاءُ الأَشْرَارِ، وَ مَقَالَةُ الْجُهَّالِ، مَا دَامَ مُنْعِماً عَلَیْهِمْ مَا أَجْوَدَ یَدَهُ، وَ هُوَ عَنْ ذَاتِ اللَّهِ بَخیلٌ. فَإِنْ زَلَّتْ بِهِ[55] النَّعْلُ یَوْماً، فَاحْتَاجَ إِلی مَعُونَتِهِمْ أَوْ مُكَافَأَتِهِ[56]، فَشَرُّ خَلیلٍ، وَ أَلأَمُ خَدینٍ. فَأَیُّ حَظٍّ أَبْوَرَ وَ أَخْسَرُ مِنْ هذَا الْحَظِّ؟. وَ أَیُّ فَائِدِ مَعْرُوفٍ أَضْیَعُ وَ أَقَلُّ عَائِدَةٍ مِنْ هذَا الْمَعْرُوفِ؟[57]. فَمَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً، فَلْیَصِلْ بِهِ الْقَرَابَةَ، وَلْیُحْسِنْ مِنْهُ الضِّیَافَةَ، وَلْیَفُكَّ بِهِ الأَسیرَ وَ الْعَانی، وَلْیُعْطِ مِنْهُ الْفَقیرَ وَلْیُعِنْ بِهِ[58] الْغَارِمَ وَ ابْنَ السَّبیلِ، وَ الْمُهَاجِرینَ وَ الْمُجَاهِدینَ فی سَبیلِ اللَّهِ[59]، وَلْیَصْبِرْ نَفْسَهُ عَلَی الْحُقُوقِ وَ النَّوَائِبِ[60]، ابْتِغَاءَ الثَّوَابِ. فَإِنَّ فَوْزاً[61] بِهذِهِ الْخِصَالِ شَرَفُ [صفحه 687] مَكَارِمِ الدُّنْیَا، وَ دَرْكُ فَضَائِلِ الآخِرَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
لمّا قال له رهط من شیعته، فیهم مالك الأشتر: إنّا قاتلنا أهل البصرة و أهل الكوفة و رأی الناس واحد،
صفحه 680، 681، 682، 683، 684، 685، 686، 687.
باختلاف بین المصادر. و البحار ج 41 ص 109 و 122. و منهاج البراعة ج 8 ص 192. و نهج السعادة ج 2 ص 451. و نهج البلاغة الثانی ص 151. و منهاج البراعة ج 8 ص 193. و نهج السعادة ج 2 ص 451. و نهج البلاغة الثانی ص 151. باختلاف.